Origines Liban

Contenu - Menu - S'identifier - Brouillons - Contact

PHOTOS

 

 

 

 

 

  

 

 

 

>

Mon titre contenu de la page

Derniers commentaires

→ plus de commentaires


الاميركية فريدا تبحث عن جذورها اللبنانية: هل من يسأل؟

 

الاميركية فريدا تبحث عن جذورها اللبنانية: هل من يسأل؟

يارا نحلة|الإثنين25/01/2016
شارك المقال :
الاميركية فريدا تبحث عن جذورها اللبنانية: هل من يسأل؟في الـ19 من عمرها، خطت فريدا الخطوة الأولى في سبيل البحث عن أمها البيولوجية
 
 
فريدا هي واحدة من الأطفال اللبنانيين مجهولي النسب الذين تم أيداعهم في دور للرعاية. لكن فريدا التي ولدت في العام 1959 لم تمكث هناك طويلاً، إذ تبنتها أسرة أميركية، وإنتقلت من بيروت إلى مدينة شيكاغو في ولاية إلينوي حين كانت في عمر السنة وسبعة أشهر. في عمر السادسة عشر، بدأت فريدا رحلتها للبحث عن أمها البيولوجية. اليوم، تبلغ فريدا 56 عاماً، ولا زالت تواصل البحث عن أصولها.


وفي حديث لـ"المدن"، تسترجع فريدا محطات من حياتها التي إمتلأت بعراقيل، كانت ولا زالت تفصل بينها وبين جذورها. تنطلق فريدا في سردها من لحظة وصولها إلى الولايات المتحدة الأميركية، وتقول "كان وزني حينها سبعة كيلوغرامات، إذ كنت أعاني من نقص في التغذية لأن الأطفال الأقوياء في الميتم كانوا يستولون على طعام الأطفال الضعفاء، وقد حملتني ممرضة خلال سفري من لبنان إلى الولايات المتحدة بسبب مرضي". 

لم يعمد والدا فريدا بالتبني إلى إخفاء موضوع تبنيها عنها، فعلمت عنه حين كانت في الخامسة من عمرها. وفي السادسة عشر، قررت فريدا أن تبدأ مهمة البحث عن أمها البيولوجية، الأمر الذي شجعتها عليه والدتها بالتبني، اذ "كانت أمي دائماً مؤيدة لإندفاعي للتعرف على أمي، وكانت دائماً تجعلنا نضيء شمعة لأمي البيولوجية أثناء إحتفالنا بعيد الأم". وتشير فريدا هنا إلى أن السبب الذي دفع بوالديها إلى تبنيها هو فقدانهما لطفل كان في السابعة، "فكانت تقول لي أمي أن حياتي الراهنة هي نتيجة معاناة إمرأتين، واحدة فقدت طفلها، والثانية إضطرت للتخلي عنه". لا تنكر فريدا، أنها خلال طفولتها، كانت تشعر أحياناً بالغضب تجاه أمها التي تخلت عنها "لكن أمي بالتبني كانت دائماً تشرح لي أنه لا بدّ من أنها أجبرت على ذلك وأن الأمور كانت في ذاك الوقت صعبة جداً على إمرأة في السابعة عشر أنجبت طفلة خارج علاقة زواج".

في الـ19 من عمرها، خطت فريدا الخطوة الأولى في سبيل البحث عن أمها البيولوجية، فأجرت إتصالاً مع الميتم الذي أودعت فيه بعد ولادتها. وتقول فريدا "جلّ ما أخبرتني به الراهبات هو أن أمي كانت من أسرة غنية إستطاعت إخفاءها عن الأنظار أثناء حملها، لتلدني وتودعني في الميتم". لم يعطها الميتم أي معلومات إضافية، بإستثناء إسم القابلة التي أشرفت على عملية الولادة، والتي حاولت فريدا البحث عنها، فتبين أنها توفيت. وهو الأمر الذي جعل فريدا تظن بأن لدى إدارة الميتم معلومات أكثر من التي صرحت بها. وفي حين كانت فريدا تظنّ بأنها تقترب من كشف هوية أمها، تفاجأت بأن الواقع كان غير ذلك، إذ كشفت لها إدارة الميتم بأن وثائق التبني التي تمتلكها تحتوي على معلومات وهمية كان من شأنها تسهيل عملية التبني. وتستذكر فريدا "حطمني إكتشاف ذلك أكثر من معرفة أنني كنت متبناة".

لقصة فريدا منعطف مثير للإهتمام. فقد قامت بزيارتها في بيتها في "إلينوي"، في عمر الثانية والعشرين، إمرأة إدعت أنها مترجمة تعمل في الميتم الذي كانت تتواصل معه عبر الهاتف. أبدت المرأة حشرية تجاه حياة فريدا وولديها الإثنين، وطريقة معاملة والديها لها. هذه الأسباب، بالإضافة إلى كون أحد أطفال المرأة/ المترجمة يشبه فريدا حين كانت في الثالثة من عمرها، دفع بفريدا إلى الاعتقاد بأن هذه السيدة هي أمها التي كانت تبحث عنها. وحين إتصلت فريدا بالميتم لمعرفة ما إذا كان قد أرسل المترجمة، نفت إدارته ذلك. وحينما حاولت فريدا سؤال المرأة عما إذا كانت أمها، إستاءت المرأة ونفت ذلك بشكل قاطع، وإختفت من بعدها. لا زالت فريدا تظن أن هذه المرأة قد تكون أمها أو إحدى قريباتها، وقد جاءت للإطمئنان عنها. "فلماذا ستقطع سيدة كل هذه المسافة لتسأل عن أحوالي؟"، تتساءل فريدا.

حظيت فريدا برعاية والدين محبين، لكن ذلك لم يعوضها النقص الذي شعرت به طوال حياتها لفقدانها "إرثها". تختزل فريدا أسباب سعيها للتعرف على أسرتها البيولوجية بالقول "أريد أن أعرف من أرى حين أنظر إلى المرآة". وتضيف "كنت أتساءل طوال الوقت عما ورثته عن والدي البيولوجيين، وفي مراهقتي أصبت بمرض عصبي تم تشخيصه في عمر الثلاثين، وقد شعرت بالغضب لعدم إمتلاكي أي وثائق صحية تكشف عن وجود أمراض وراثية في العائلة، لمعرفة إن كان أولادي سيصابون بها أيضاً". كما تشرح فريدا بأنها عانت خلال طفولتها ومراهقتها من أزمات نفسية بسبب خوفها من أن يتم هجرها، لا سيما من قبل أهلها، إذ أن الأيام التي أمضتها في الميتم لم تُمح من ذاكرتها العاطفية أبداً، وتضيف: "لقد كانت تنتابني الكوابيس بإستمرار، وكنت أبلل فراشي". كما تقرّ فريدا بأنه "إذا كان هناك ثمة ما يثير غضبي فهو أنه في الفترة التي أمضيتها في الميتم، لم تقدم لي أي من الراهبات الحب والحنان الذي يحتاج إليهما كل طفل".

تفترض فريدا أن عمر أمها البيولوجية اليوم ينبغي أن يكون في السبعينات، إذا ما كان صحيحاً أنها أنجبتها في عمر السابعة عشر. وتشير فريدا "المهم بالنسبة لي اليوم هو أن أتعرف إلى أخوتي إن كان لدي أي منهم، لكي أقف إلى جانبهم". وتحاول جمعية "بدائل" اللبنانية مساعدة فريدا في الوصول إلى والديها البيولوجيين، وهي تقوم بإنشاء بنك معلومات حول اللبنانيين المفصولين عن جذورهم بهدف تمكينهم من التعرف على هذه الجذور. وتفيد رئيسة الجمعية زينة علوش لـ"المدن" بأن "فكرة إنشاء بنك المعلومات نتجت من إشكالية عدم إعتراف الدولة اللبنانية بوجود المشكلة بسبب عدم توثيق حالات التبني، بالإضافة إلى الحاجة إلى فهم وتحليل مسارات التبني غير الشرعي والجهات المعنية بهكذا إجراء وذلك بهدف إعداد مسودة قانون مدني يرعى عملية الفصل عن العائلة البيولوجية". ويهدف المشروع، وفق علوش، إلى لفت النظر إلى مخاطر ظاهرة التبني غير الشرعي، وحماية الأطفال منها.

وتقدر علوش عدد ضحايا ظاهرة التبني غير الشرعي في لبنان بحوالى الـ10000 حالة، نجحت الجمعية بالوصول إلى 650 إسماً من بينها فقط، مع الإشارة إلى عدم وجود معلومات عن عدد هذه الحالات داخل لبنان. أما عن سبب إعتبار هذا النوع من التبني غير شرعي، فهو "عدم وجود قانون مدني ينظم عملية حصول هذا التبني عبر المرجعيات الروحية، ما يبقيه عرضة لممارسات غير قانونية، كدفع أموال وعدم حفظ ملف الطفل وبياناته الشخصية ما يعوق إمكانية إعادة لم شمل العائلة البيولوجية".

من جهتها، تشير صوفي ديك مديرة "مشروع الحق بالجذور" إلى أن بنك المعلومات يقوم على جمع معلومات حول المتبنين كالإسم بعد التبني وتاريخ الميلاد وبلد التبني ومكان الولادة وأسماء مستعارة أعطيت للطفل ودار الرعاية الذي أودع الطفل فيه، وتظلّ سرية إلا إذا طلب صاحبها أن يتم نشرها. بينما تشير علوش إلى "وجود صعوبة كبيرة في الوصول إلى العائلة البيولوجية بسبب عدم توفر المعلومات لإعتماد التزوير أثناء عملية التبني، ولتطلب الأمر أموالاً ليست في حوزة الجمعية".

وترجع علوش أسباب إنتشار ظاهرة التبني غير الشرعي إلى "نظرة المجتمع للأم العازبة، وتعمد بعض الأسر على إيداع الأطفال ذوي الحاجات الخاصة في دور الرعاية، بالإضافة إلى الفقر وعدم قدرة الأهل على الإعتناء بطفلهم، وأخيراً عدم وجود سياسة رعائية سليمة لتفادي هذه الظاهر". وتختم علوش "نعمل حاليّاً على إقتراح قانون مدني ينظّم أشكال الرعاية البديلة والجهة المدنية العليا المولجة بتحديد أفضل أنماط الرعاية البديلة للطفل ومراقبة أدائها. ففي حال وجود قانون سيحفظ للطفل، في حال جرى تبّنيه، حقه بمعرفة جذوره من خلال ملف خاص به محفوظ وفيه المعلومات الصحيحة عن حالته".

Ecrit par Origines Liban le Mercredi 23 Août 2017, 22:03 dans "ACTU 2017/2018" Lu 1870 fois. Version imprimable

Article précédent - Article suivant